مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-10-01

شرف الجندية

تحت هذه الزاوية "عونك يا وطن"، ألتقينا هنا في نفس المكان الشهر الماضي ومع المقال الذي حمل عنوان "مبادئ الوطنية"، حيث نشر متزامناً مع انتظام شباب الوطن بتجربة الخدمة الوطنية والاحتياطية، هؤلاء من استبشرنا بهم خيراً وهم يفيضون عزيمة وتحدي وولاء في تلبية نداء الوطن وحمل راية المسؤولية، وقتها أذكر كتبت عبارة تقول: "الوطنية أن تلبي من قلبك لهذا الوطن، وأن تضحي لأجله بالغالي وبلا ثمن".
 
نعم..أن تضحي بالغالي وبلا ثمن، هذه الحقيقة التي أعيشها وأنا أخط مقال هذا العدد حين شل قلمي عن مواصلة الكتابة عند سماع خبر يقول: "مجند الخدمة الوطنية محمد الريسي، في ذمة الله"، يا لها من تضحية وتلبية، ويا له من شرف عميق في سيرة هذا الشاب الإماراتي الذي لم يتجاوز من العمر 18 عاماً، حين جاء فخراً للخدمة الوطنية، ليغادرها شهيداً يبقى اسمه رمزاً مشرفاً في الدفعة الأولى من هذه التجربة الهامة في تاريخ هذا الوطن، خاصة أنه يعد من أوائل المسجلين والمنضمين إلى معسكر مدينة العين.
 
سبحان الله، حب الوطن عميق في مكنونه وهو يجري بدمائنا وأرواحنا، هو حب و"لله الحمد" ثبت مع الأيام أنه راسخ بين الأجيال، وإنه لم يتأثر بأقوال المغرضين الطامعين والخونة، بل يزيدهم قوة وإصراراً وتلاحم، حتى أصبح للشباب عزيمة قوية تؤكد "إننا كلنا فداء لهذا الوطن"، وهم يلبون متسارعون للانتظام بالخدمة الوطنية والاحتياطية.
 
رحل المجند "محمد الريسي"، وبقي الآلف محمد من نعزيهم بفقيدهم الراحل، ونشد على أياديهم بقوة هذه الصدمة في الخسران، فهذا قضاء وقدر وأنتم هنا ستحملون رسالته في الإصرار وستواصلون التحدي وستحققون الإنجاز والانتصار، ولو خسرت الدفعة الأولى واحداً، فقد كسبت شهيداً للواجب والعوض بالآخرين.
 
اليوم صدق الشاعر علي الخوار في آخر أبيات قصيدته "أنا جندي" حين قال:
أنا جندي وكل اللي ترى ودي..أموت واندفن في تربة بلادي
أنا لك يا وطن في خدمتك جندي..في ميلادي وفي لحظة استشهادي
 
وصدقت عبارتي التي أرددها دائماً "بيتي وطن وأسرتي شعب"، نعم..هذا ما لمسناه في كل بيت إماراتي حمل الولاء والحب لهذا الوطن وهو يتأثر بخبر الفقيد، حيث برزت صورة من التلاحم والحب والفخر  والتأثر في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كما كانت قيادتنا الرشيدة أول من قاموا بأداء واجب العزاء لأسرة الفقيد، ومازلت أذكر كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال أدائه واجب العزاء حين قال: "إن أكبر عزاء لأسرة محمد الريسي أنه توفي أثناء خدمته لوطنه، وأكبر عزاء لنا جميعاً أنه غادرنا وهو يحمل شرف الجندية على كتفه" .
 
فخورة بك أيها الفقيد، فأنت من تجعلني أقول اليوم: عونك يا وطن.


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره