مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-11-30

شركاء في حب الوطن وحمايته

نعود بالذكريات ســنوات إلى الوراء، نسترجع أياماً، كانت الإمارات فيها دولة فتية تبني نفســها بنفسها، وتســتعين ببعض أصدقائها، وتعمل كل شيء من أجل أن يكون لها موقع بــين الأمم ودول العالم، فهــذه الدولة تكونت في وقت صعب، في منطقة تتنازعها الحروب والأطــماع، في جغرافيا ليس فيها مكان للكيانــات الصغيرة، وهذا ما كان يدركه المغفور له بإذن الله تعالى الشــيخ زايد بن ســلطان آل نهيان، رحمه اللــه، وإخوانه حكام الإمارات، فبعد أن خرج الإنجليز من المنطقة أصبح التحدي الكبير لهذه الإمارات الصغيرة، هو كيفية المحافظة على نفســها وحماية شعوبها من أخطار يمكن أن تفتك بالصغار، لقد كان الخيار العبقــري هــو الاتحاد، والتجمع كدولــة واحدة بدأت بفكرة اتحاد تســع إمارات صغيرة، وانتهت بســبع إمارات، اليوم ونحن نحتفل بمرور ٤٣ عاماً على قيام دولة الاتحاد، نشــعر كيف كان القادة المؤسســون ذوي نظرة بعيدة ونافذة، استطاعوا في البدايات أن يتوقعوا المســتقبل، وبالتالي يعملوا من أجله ويفعلوا كل شيء من أجل أن يكون شــعبهم سعيداً، رغم ضعف الإمكانيــات وقلة الثروات ومحدودية أدوات البناء، لكنهم كانوا يحملون حباً كبيراً وحلماً بعيداً وقلباً يسع الجميع، لذا كان مشروعهم ناجحاً، بل أصبح أنموذجاً يستحق الإعجاب والثناء.
 
إن ظــروف المنطقة والتحديات اليوم لا تقل صعوبة عــن تلك التحديات التي واجهها الآبــاء، قبل أربعة عقــود، صحيح أن الثروة أصبحت موجودة اليــوم، والإمكانيات صارت متوافــرة، إلا أن المتربصين موجــودون أيضاً، والتحديات الإقليميــة لا تقل جدية عن تلك التحديــات، بل قد تكون أخطر، لأنها تهدد مكتســبات وطن، وإنجازات أمة، ومســتقبل أجيال، لذا فإن ما يقوم به صاحب الســمو الشــيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب الســمو الشــيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات وإلى جانبهم الفريق أول ســمو الشــيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من دور في حماية مكتسبات دولة الاتحاد واستتباب الأمن فيها واستقرارها، عمل كبــير في ظروف إقليميــة وعالمية خطيرة، تحتاج إلى يقظة وعمــل متواصل من أجل عبور هذه المرحلة المهمة.
 
وإن كانت هذه مسؤولية القيادة، فإنها بلا شك، وبالدرجة الأولى، مسؤولية كل مواطن يحب وطنه ويغار على ترابه، فبناء الأوطان وحماية مكتسباتها لا تقتصر على أحد، فالدول الناجحة والشــعوب الســعيدة هي التي يتكاتف جميع أفرادها وكل فئات المجتمع فيها، وربمــا في مواقــف عديدة ظهــر معدن أبناء هذا الوطن، وبلا شــك فإنهــم في أي مواقف مســتقبلية سيكونون في المقدمة، جداراً أول للدفاع، حماية لهذا الوطن وذوداً عنه من كل متربص يريد الشر بهذه الدولة وأبنائها. كل عام وإماراتنا في عزة ورفعة وشموخ، وكل عام وهي في أمن وأمان واستقرار تحت ظل قيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره