مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-01-01

تصدير الثورة الإيرانية من جديد

إن طريق تحرير فلسطين يمر عر اليمن، ويجب علينا أن ندعم المسلمين الذين يحاربون أعداء الإسلام وسنواصل هذه السياسة"، بهذه العبارات استقبل علي أكر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني في طهران وفداً من العلماء الزيديين اليمنيين في طهران 18 أكتوبر 2014 معلناً وللمرة الأولى الدعم الإيراني ل جماعة " انصار الله " الحوثية داعياً الحوثيين للعب " دوراً مماثلاً لدور حزب الله في لبنان" .
 
 
أعلنت طهران سيطرتها على مفاتيح الحكم في أربع عواصم عربية، العراق سوريا لبنان واليمن، فكيف يمكن مواجهة المشروع الإيراني؟ وهل يمكن احتواء التمدد الشيعي في دول الخليج والمنطقة العربية؟.
 
ترسم السياسة الخارجية الإيرانية وفق رؤية تزواج المذهب الشيعي الاثني عشري بالتاريخ الفارسي وتمزج المصالح السياسية بالتوجهات المذهبية فإذا تعارضت إحداهما أو تصادمت كانت الغلبة للمصالح السياسية على الدوام، إذ تنص المادة (154) من الدستور الإيراني الصادر عام 1980 على ان " جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكرين في أية نقطة من العالم" أي التدخل في شؤون الدول الاخرى بنص دستوري صريح وفي ظل سياسة خارجية توسعية تجملها التقية السياسية، وظفت جمهورية الملالي بعد ثورة الخميني عام 1979 فكرة "ولاية الفقية" بدعوى نيابة الإمام المهدي في عصر الغيبة الكرى لنصرة المستضعفين والمظلومين، فأصبحت إيران حاضنة ومصدرة للمذهب الشيعي.
 
تزامن طرح مشروع تصدير الثورة الإيرانية مع نجاح الثورة عام 1979، إلا أن حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران أعاقت المشروع ومن ثم وفرت الساحة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق البيئة الحاضنة لمشروع تصدير الثورة ومنذ أن شكل الائتلاف الشيعي الحكومة العراقية بدأت الطموحات الإيرانية تطفو على السطح وظهر جلياً بان السياسة العراقية أصبحت تدار من طهران، فالحرس الثوري الإيراني يمارس دوراً مركزياً في العراق، وواشنطن تدرك الدور الذي يلعبه الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ولطالما غضت الطرف عن نفوذه المتصاعد في بغداد والشرق الأوسط، وقد اظهرت وثيقة "سرية" صادرة من "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق الذي يتزعمه "عبد العزيز الحكيم "، عن تفاصيل مخطط المد الشيعي في الدول العربية والإسلامية، حيث أوصى المؤتمر التأسيسي لشيعة العالم في مدينة "قم" الإيرانية عدد من التوصيات أبرزها : تأسيس "منظمة المؤتمر الشيعي العالمي" مقرها إيران، وفروعها في كافة أنحاء العالم، اقتباس تجربة الشيعة في العراق التي يصفها ب "الناجحة" لتعميمها في الدول الإسلامية الأخرى، وفي مقدمتها السعودية والأردن واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان. والتأكيد على الخطة الخمسينية والعشرينية والبدء بتطبيقها فوراً.
 
والخطة الخمسينية وهي خطة سرية لتصدير الثورة ونشر التشيع والسيطرة على منطقة الخليج وما جاورها خلال مدة تصل إلى خمسين عاماً وضعها الأمام الخميني وأعاد تشكيلها مهندس السياسة الإيرانية محمد جواد لاريجاني وقد أثبتت مراقبة السياسات الإيرانية والشواهد الواقعية مصداقية الخطة، وتعطي مملكة البحرين مثالاً صارخاً على المخطط الإيراني ل "تصدير الثورة " اليوم تمر المنطقة بمرحلة مخاض سياسي تستوجب من الدول الخليجية والعربية استيعاب خطر الأطماع الإيرانية في الخليج والمنطقة العربية، المشروع الإيراني لايقبل حسن النيات، فالنظام الإيراني يحرض على حمامات الدم في سوريا والعراق من خلال دعم نظاميهما ومن خلال الاشراف على ودعم الفصائل الشيعية المسلحة، بالتزامن مع بروز تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا "داعش"، في ظل سياسة شحن طائفي مذهبي مستمرة، فلإيران أهداف كرى في سياستها الاقليمية وهي تبحث عن غنيمة كرى، ليس فقط في الخليج، بل في الشرق الأوسط غنيمة تعكس محورية الدور الإيراني بمباركة أمريكية.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره