مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-07-01

المهدوية والسياسة الخارجية الايرانية

تعددت التحليلات السياسية للموقف الايراني الداعم للتمرد الحوثي في اليمن وربط البعض الدعم بالاهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية الايرانية كاستخدام الورقة اليمنية للضغط على دول الخليج في الملفات الاقليمية الاخرى كسوريا و العراق اوكهدف استراتيجي بالسيطرة على باب المندب فيما يقلل البعض من اهمية العامل الاستراتيجي في مقابل التركيز على العامل العقائدي في تحليل السياسة الخارجية الايرانية ويرى ان للموقف الايراني دوافع عقائدية وراء محاولة السيطرة على اليمن، للتجهيز لحدث ينتظرونه منذ أكثر من ألف عام وهو عودة «المهدي المنتظر» حسب المعتقد الشيعي والواجب الشرعي يفرض على ايران مساعدة «الحوثيين». ويناقش هذا المقال التداخل الدقيق بين العقيدة المهدوية و السياسة في توجية سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية الخارجية .
 
 
يعتقد اتباع مذهب الامامية الاثني عشرية بأن الامام المهدي هو الامام الثاني عشر من سلالة الأئمة، وهو نجل الامام الحسن العسكري وقد ولد عام 255هجرية وقد توفي والده وله من العمر 5 سنوات ويعتقد الشيعة ان للمهدي غيبتين، الغيبة الصغرى والتي استمرت لمدة سبعين عاماً وكان يتم التواصل خلالها بينه وبين الناس عبر أربعة نواب او سفراء ، والغيبة الكبرى الممتدة منذ العام 329 هـ وحتى اليوم والتي تنتهي بظهور الامام مباشرة وعبر التاريخ الاسلامي ظهرت دعوات من قبل اشخاص كما ظهرت حركات سياسية ودينية ادعى مؤسسوها انهم الامام المهدي وطالبوا المسلمين بالحكم والبيعة الا انها منيت بالفشل ولكن لم تتحول فكرة المهدوية الى دولة الا مع ظهور الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي اعتبر مرشدها العام السابق الامام الخميني بانها الدولة التي تهيئ لظهور الامام المهدي . 
 
لقد امتزجت العقيدة المهدوية مع مشروع الدولة الناشئة منذ قيام الجمهورية الايرانية وفهم السياسية الخارجية الايرانية الحالية يتطلب فهما دقيقا للفكر السياسي المستند للعقيدة المهدوية كمحرك اساسي للسياسة الخارجية الايرانية .
 
المهدوية هي عقيدة تطورت عبر التاريخ لدى فئة من الشيعة  تدور حول ظهور الإمام الثاني عشر للشيعة، المهدي، الذي «سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً». وللظهور، مؤشرات وعلامات تدل على الظهور، وتروي كتب الشيعة عن الإمام جعفر الصادق، أنه قال الصادق «قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني، والسفياني، والصيحة، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء»  وظلت هذه العلامات مثار أخذ ورد بين الشيعة، ولحركة الخروج امتداد حركي جغرافي يمتد محورها من سوريا إلى العراق فإيران ومكة. ويتفق اغلب فقهاء الشيعة على ان  السفياني: قائد حركة عسكرية كبيرة سيحارب المهدي  ويحكم سوريا والعراق.  
 
اما اليماني وهو قائد حركة عسكرية مؤمنة ويخرج إما من اليمن أو أن نسبه يعود إلى اليمن. الصيحة الآتية من السماء: يصدر نداء سماويّ يسمعه كل أهل الأرض ويدعو إلى نصرة المهديّ. قتل النفس الزكية: يقتل إنسان مؤمن ربانيّ في مكة امااما خسف البيداء: تخسف البيداء بجيش السفياني في الصحراء وتبتلع مقاتليه بين مكة والمدينة ويترافق ظهور السفياني مع ظهور شخصية أخرى هي الخراساني وهو صاحب راية قيادية مؤمنة يخرج من خراسان في إيران ويتصدّى للسفياني في العراق وقد عدّه البعض علامة سادسة.
 
 
يتطلب خروج المهدي خروج الشخصيات المكملة للمشهد المهدوي من «سفياني ويماني وخرساني» وغيرهم فشخصية «اليماني» من الشخصيات المحورية في المعتقد الشيعي، والتي ينتظرون خروجها بفارغ الصبر،علما بان التوظيف السياسي لشخصية اليماني قد سبق ظهور الحوثي اذ الصق بأمين حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وعلى الرغم من كونه ليس من اليمن ، اليوم يتم التسويق لفكرة ان عبد الملك الحوثي هو «اليماني» الذي يخرج بثورته في اليمن «ليحرر» الجزيرة العربية والذي يمهد أيضاً لظهور «الخرساني» أي الخامنئي في ايران. ومن ثم يخرج المهدي المنتظر. 
 
 
ويبقى التساؤل : هل تقدم المهدوية فهما اكبر للسلوك السياسي الايراني في المنطقة؟               
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره