مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-10-07

اليمن : الحل العسكري ام السياسي؟

 "إن أبطالنا من أبناء القوات المسلحة في ميادين المعركة زادت عزيمتهم وتصميمهم بعد الحادث الأليم على تحرير وتطهير اليمن من الحثالة الموجودة..إننا لن نتردد في قرارنا ونحن ماضون معكم حتى آخر الطريق، فاليمن ليس بلدكم وحدكم، بل نشعر بتاريخ مشترك معكم، ونسأل الله تعالى أن يحقق لنا بعونه ومشيئته النصر القريب" بهذه العبارات خاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي قدم للبلاد لتقديم العزاء في شهداء الحق والواجب. 
 
 
دخلت حرب التحالف في اليمن لاستعادة الشرعية منعطفا جديدا اذ وصلت تعزيزات عربية جديدة قادمة من قطر والإمارات ومصر والسودان وغيرها من أطراف التحالف العربية للتمركز في مأرب وشهدت الاسابيع الماضية اشتداد ضراوة القصف الجوي لقوات التحالف على معاقل الحوثيين وقوات على عبدالله صالح فيما يبدو بان قرار بدء معركة الحسم قد اتخذ لتحرير صنعاء من سيطرة الحوثيين وقوات صالح . فالمحطة القادمة هي صنعاء ومحافظات الشمال. 
 
 
فهل يحسم مصير العاصمة اليمينة مصير الحرب؟ ورغم عوامل الفشل السياسي التي تحيط عملية التفاوض والجهود الدبلوماسية للحل السياسي و الارتباطات الاقليمية لطرفي النزاع و تباين الاجندات الاقليمية و غموض موقف الاطراف الدولية المؤثرة  هل يمكن ايجاد مخرج سياسي للازمة اليمنية ام ان الحل الوحيد في اليمن هو الحل العسكري؟
 
 
لقد انطلقت الثورة اليمنية في 17 فبراير 2011  مع ثورات ماسمي بالربيع العربي مطالبة بتغيير حكم علي عبدالله صالح، الذي استمر لمدة 33 عاما شهدت اليمن خلالها صراعات سياسية أعاقت بناء الدولة اليمنية الحديثة لتستمر الصراعات والولاءات القبلية والفئوية لتنخر في اسس الدولة المدنية وتحولت السلطة إلي مغانم ومكاسب فئوية تستند إلي الولاءات  القبليية ، ومع خروج الاوضاع السياسية عن السيطرة كان التدخل الخليجي والمبادرة الخليجية وانطلاق الحوار الوطني الا ان هذه الجهود فشلت في ضبط الاوضاع السياسية والحفاظ على امن واستقرار الحكومة اليمنية فكانت قرارات مجلس الامن وجهود مبعوثي الامم المتحدة المتعاقبين على الساحة اليمنية ولكن تبين ان طموحات جماعة الحوثي تتجاوز اقتسام السلطة فلم يكن مفاجئا التحركات العسكرية للحوثيين وتوقيع المؤتمر الشعبي مع الحوثيين اتفاقا سياسيا للتحالف ، بعد أن كان هذا التحالف سراً لأكثر من عامين، ونتج عنه سقوط مدن كثيرة وتسليمها للحوثيين..وبعد حرب عمران ظهرت بوضوح نية الحوثيين فرض الامر الواقع والخروج من الازمة السياسية اليمنية بالاستيلاء على كافة الاراضي اليمنية والتمدد من الشمال للجنوب . 
 
 
لقد عمل الحوثيين لفرض الامر الواقع ومن مساعي الحصول على نصيب في السلطة الى الاستيلاء الكامل عليها والانفراد بتقرير الدولة اليمنية وكانت الدول الخليجية قد سعت من خلال المبادرة الخليجية لدعم المسار السياسي في اليمن الا ان الحوثيين اظهروا نية مبكرة للمراوغة والتحايل على توافقات الحوار الوطني ليتضح بان السبيل الوحيد والممكن للتعاطي  مع التحالف الحوثي الصالحي هي بالتدخل العسكري لدعم الحكومة الشرعية اليمنية .
 
 
تتواصل المساعي الدبلوماسية الحثيثة عربيا ودوليا في سباق محموم مع الزمن بغية التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية في اللحظات الاخيرة سعيا لتجنيب العاصمة اليمنية المحتلة صنعاء لهجوم متوقع من قوات الحكومة اليمنية الشرعية مدعومة بقوات التحالف العربي وبالتوازي مع المجهود العسكري فان الجهود الدبلوماسية تصطدم بعقم الية التفاوض رغم مساعي المبعوث الاممي في محاولة للدخول في مفاوضات مباشرة بين طرفي الازمة وفق مرجعية القرار 2216 الا ان الاشكالية الاساسية هي شك طرفا النزاع في جدوى المساعي الدبلوماسية ومن ناحية اخرى تأثير التحالف الهش بين على عبدالله صالح والحوثيين فاي صيغة سسياسية للخروج من الازمة يجب ان تاخذ بعين الاعتبار رغبة صالح في ان تؤخذ مصالحه وأمنه الشخصي ومستقبله السياسي بعين الاعتبار أكثر من مراعاته مصالح حزبه - المؤتمر الشعبي العام - ضمن أي تسوية مقترحة ، فالتفاوض الممكن في هذه الحاله لن يكون سياسياً بل عسكرياً ويصبح الخيار العسكري هو الممكن لفرض حل بالقوة.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره